الشيخ والفتى..رحلة من عجائب الدهر..بقلمي المتواضع..
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
admin الإدارة
عدد المساهمات : 1244تاريخ الميلاد : 28/12/1992 تاريخ التسجيل : 28/05/2010العمر : 31
موضوع: الشيخ والفتى..رحلة من عجائب الدهر..بقلمي المتواضع.. الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 8:29 pm
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتهُ أخوتي الكرام في منتدى القصة القصيرة منذُ أن كنتُ صغيراً وأنا أعشقُ كتابة الشعر والرواية وكذالك بعض القصص القصيرة وأحببتُ أن أشاركَ معكم في منتداكم الثقافي الرائع وأن تُقيّمُ لي هذا المنتوج المتواضع فلكم هذهِ القصة المتواضعة .. بعنوان : الشيخ والفتى.. في مساءٍ مهيب عليهِ عباءةُ الحزن ، كانت السماءُ تبكي مَطراً من شدةِ احتشادِ الغيومِ وتعلنُ حُزنها عبر رعودها في منطقةٍ كانَ لا يقطنها سوى الأغنياء حينما كانَ الجميعُ يقطنُ تلكَ البيوت الدافئة الجميلة ، يأكلون الكعك المحلى والحليب الساخن مع أفراد أسرتهم كانَ يجولُ ذالك الحي شيخاً عجوزاً طاعناً في العمر وطاعناً في العلم ، كان يُصارعُ الريح والأمطار بمعطفهِ البالي القديم الذي ربما لا يستعملوهُ أولائك الأغنياء حتى كقطع لتنظيف..! كانَ يرى دخان مدافيء الحطب ويعبروا نظرهُ عبر ذالك الزجاج إلى تلك البيوت العامرة بجميع المأكولات وفيها تجولُ السعادة المادية..! وأدرك هذا الشيخ التعب والإرهاق حتى أُنْهِك فجلس على إحدى كراسي تلك الحدائق تلك الإقطاعية كما يصفها.. تلك الحدائق كانت ...كانت جميلة جداً كالجنة ولا كنها فقدت جمالها مع ذاكَ الصقيع.. أتكئَ وحاول أن يرتاح قليلاً لكي يعبر هذا المقطع من العذاب كما يصفهُ هُوا لكي يذهب إلى أصدقائه..! وعندها رآهُ شابٌ كانَ جليسَ حُزنهِ هو الأخر ولاكن على طريقة تختلف تماماً عن هذا الشيخ .. كانَ ينظرُ من زجاجِ بيتهِ الذي بنيا على الطراز الفرنسي ذالكَ البيت الذي كان يحتوى على كُل شيء من مقومات السعادة المادية ..ولاكن لم يكن صاحبهُ سعيد، كانَ حينها قد أكمل قراءة روايتهِ المحببة البؤساء للمرة الثلاثين كانَ متأثراً بتلكَ الشخصية المعطاءة التي تحب أن تساعد الناس دون مقابل.. كانَ يعشقُ جان فلجان حتى إنهُ من شدةِ عشقهِ لرواية.. يقول.. بأنا فيكتور هيجو قد أستوحى هذهِ الشخصية الرومانتيكية من الواقع.. وبأنهُ رجلٌ إنجليزي تعرفَ عليه فيكتور حين هروبهِ من نابليون ولجوئهِ إلى الريف البريطاني وأنهُ لم يقل حقيقة روايتهِ لأنا فيكتور كانَ راجلاً إشتراكياً يكرهُ الإنجليز على تماديهم الطبقي وحبهم للمال وكذالك لأسباب عرقيه بأناَّ مثل هذهِ الشخصية لا توجد إلا في فرنسا لأنها نبيلَ جداً.. وعندما أمعن النظر من الزجاج.. ووجد ذالكَ الشيخ العجوز يصارعُ المطر والبرد شيء ما لمع في مخيلتهِ ..فأبحر مسرعاً يخطو بسرعة جِدُّ سريعة وفتح باب البيت المصنوع من الخشب ليكون تحتَ المطر وذهبَ يركضُ للشيخ أعطاهُ المعطف ..قالَ تدثر أيها الشيخ وأخذَ الشيخ من يدهِ وقالَ لابد أن تنام معي فأنا وحيدٌ وأريدُ من يسليني ويأنسني في عُتمةِ هذا الشتاء ولاكن كانَ لشيخ موعداً مع أصدقائهِ ..! أولائكَ الفقراء الذين يجمع لهم الصدقات والأعطيات حتى يوزعها عليهم ولاكن مع البرد القارص لم يستطع الشيخ الحديث دخل للمنزل.. وجلس أمام المدفئة لتمتصَّ الصقيع من جسدهِ المنهك من البردِ والزمن.. وأحضرَ لهُ ذالك الشاب كوباً ساخنا من الحليب بالعسل فسمَ الله تعالى وشرب ، وهنا بدأت القصة.. حينما أستعادَ الشيخ لياقتهُ بدأت القصة.. هذا الشيخ كانَ رجلاً مليونيراً في صغرهِ وأنجبَ أبناً وحداً ولاكن خالطَ الحرام مالهُ في ذاكَ الحين حتى جاءَ يومٌ من الأيام أُفتتن بامرأة جميلة جداً فكانَ يردُ الزواجَ منها...ولاكن تلك المرأة غيرت مسار حياته.. نعم..شعرت زوجتهُ بأنهُ على علاقة ما.. مع امرأة غيرها فقررت مراقبتهُ حتى استيقنت وكانت زوجتهُ امرأة تعشق المال عشق شديد فخافت أن يتزوج وينجب من الثانية أطفال كثر يشاركونها الثروة أو التركة.... قررت هيا وأبنها البالغ ثمانية عشر عاماً أن يقوموا بعملية نصب كبيرة جداً قالت للابن ما رأيك بأن تأخذ الملاين من ثروت أبيك أباكَ الذي يريدُ الزواج من غيري.. لكي ينجب أطفال يقاسموك مال أبيك! حينها كانَ لشيطان ونفسهِ السيئة مع وساوس أمهِ المقدرة التامة على إقناعهِ أحضرة طبياً نفسياً مرموق في تلكَ المدينة ..ولهُ صيت فاقَ كُل صيت رشتهُ كي يقول ..بأنا زوجها لديه عدم توازن نفسي وعقلي وأنهُ لا يستطيع أن يقود تلك المؤسسات المالية إلى بر السلام لذالكَ الأفضل أن يكون المال والمصانع بيد زوجتهِ مع دخولهِ هو للمصحة النفسية.. وحينها لم يعرف القانون في زحام السواد الحقيقة وكبلوا ذالك الرجل البريء كبلوه بالمعطف الأبيض والإبر المهدئة للأعصاب وأخذوه ليعيش بين المجانين والمرضى وهو سليمٌ معافاة وحينها.. كانت الثروة والمال بيد الزوجة وباعت واشترت وصالت وجالت حتى أنها أرادة الزواج من شخص آخر بعدما غيرت ملكية كُل الأشياء إليها طلبت من المحكمة الخلع عن زوجها الأول.. وحينها أستيقظ أبنها من سبات ظلامهِ لكي يزيح السواد بسوادٍ أشد وأعظم قرر قتل أمهِ وحجتهُ أنهُ أحق وأولى بالمال من زوج أمهِ الجديد وقال أمي أفترت على أبي من أجل المال وكنتُ معها فجاءَ اليوم دورها.. فقتلها بسمٍ دَسهُ لها في الطعام ورشا طبيب التشريح بالمال لكي يكتب في تقريرهِ بأنها حالة وفاة طبيعية وبأنها سكتة قلبية وقضاء وقدر.. وحينها تجبر هذا الابن وأغتر بالمال وتجوز ولاكنهُ لم ينجب فلكي يحافظ على البرستيج العام تبنى طفل يتيم من الملجأ لليتامى واللقطاء وأعطاهُ اللقب والاسم وسجلهُ على أساس أبنهُ فقانون رأس المال دعة يمضي دعةُ يمر ولاكن شاءَ الله سبحانهُ أن يموت هذا الأب سيء السمعة والصيت هو وزوجتهُ التي تزوجها من إحدى ديار العهر واللهو في حادث قاتل..ولم يكن الطفل معهم كانَ مع مربيتهِ تلك المرأة البسيطة التي لا تغفل عن ذكر الله تعالى وحينها كانَ في التعليم المتوسط فبطبيعة الحال .. أصبحَ هذا الطفل المظلوم اليتيم مليونيراً وصاحب أموال كثيرة كبرَ وكانت تلك المربية أمهُ التي توفيت من سنين توفيت من نزف شديد حينما ولدتهُ..ولاكن كانت أخر كلماتها قبل وفاتها الله يرعاك يا بني..الله يرعاك كانت المربية امرأة وحيدة وطيبة تصلي وتصوم وتقرأ القرآن لكريم كانت من أولياء الله تعالى الطيبين وكبرَ هذا الفتى ودرسَ الأدب الفرنسي وأختصَّ بمؤلفات وأفكار وأشعار فيكتور هيجو بحثاً منهُ عن صديقهِ جان..نعم..جان فالجان وتوفيت تلك المربية توفيت وهي ساجدة ،وقالت لهُ ..استودعتكَ في أمان الله سبحانهُ وحينها دخل الحزنُ قلبه لفقدان أمهِ .. المربية نعم أمهُ التي لم يعرف غيرها.. وبات جليس الوحدة والكتب كانَ راجلاً ثريا ووحيداً وكانَ يصرفُ على نفسهِ من تركت أبيه بتبني كانَ يلتهم الكتب والوقت ولنرجع لشيخ قليلاً.. تبدلت أحوالهُ بعد دخولهِ للمصحة كادَ أن يصابَ بجنون فقد كُل شيء ومع هذا خانتهُ زوجتهُ و أبنهُ وأتضح بأن ليس لهُ أصدقاء حقيقيين يكونون معهُ ويدافعون عليه في هذهِ المأساة بال كانوا عبيد المال والرفاهية فحينها أمضى شهوراً يشكوا من مرض نفسي رهيب آلا وهو الاكتئاب وعدم الثقة في أي شخص نعم .. ولاكن مع العسر يسرى تبدلت أحاول الإدارة في تلكَ المصحة وجاءَ مدير جديد لها وهو مع علمهِ بالإدارة وما فيها من فنون كانَ طبيباً نفسياً ذو كفائة عالية فأمرَ بجرد ملفات كل الحالات الموجودة فقرأ عن صديقنا هذا وكانَ يعلمُ قصتهُ لقد كانَ جارهُ ..نعم ولاكن لم يكن على نفس مذهبهِ المادي في الحياة وحينها قالَ ..أحضروا لي هذا المريض وكان متأكداً أنهُ سيجدهُ مكتئباً كحد أدنى من أمراض هذهِ النفس بعدَ هذهِ الصدمات.. فحاولَ علاجهُ وأستمر قرابة الأربع أعوام ونصف فنجح نعم نجح نجاح باهر وتغلب على أزمتهِ ذالك الشيخ برحمةِ الرحمن وثم مهارة وأخلاق ومبادئ ذالك الطبيب الخلوق وحينها أُخرج من المصحة.. وسئلَ قبلَ مغادرتهِ الطبيب قالَ لهُ ماذا جرى.. فافهم الطبيب ما يرنو إليه..قالَ لهُ إنهم اختفوا من مدينتنا نهائياً وحينها تنسكَ الشيخ وبدأ حياة جديدة كانَ يطلبُ العلم وحفظَ القرآن الكريم وقرر أن يكون خادماً للفقراء فكانَ يقولُ لا تصحُ التوبةُ إلا مع تغير العمل السيئ ، نعم ..كانَ فكرهُ بأنهُ بدأ حياتهُ خادماً للمال والشهوات وأنهُ يريد أن يختمها على عكسِ ما بدائها كانَ ينامُ أينما غربت عليه الشمس وغالباً ما ينامُ في المساجد ويذهبُ للأغنياء ويحاول أن يميل قلوبهم إلى أولائك الفقراء أخوتهم في الله تعالى وفي الإنسانية وكانَ من الأغنياء أناس خيرين يعطونهُ باستمرار لكي يقوم بإيصال تلك الأموال للفقراء أما هو كانَ يقتاتُ على الخبز والماء وحينما يجد التمر فهذهِ رفهيه بنسبَ لهُ ولا كنهُ نسى بأنهُ تزوجَ تلك المرأة التي كانت سباباً في تغير حياتهِ رأساً على عقب نعم تزوجها في السر وكانت حاملاً عندما عرفت زوجتهُ الأولى أنهُ يعرفُ غيرها من النساء وعملت لهُ تلكَ المكيدة ولا كنها أبداً لم تكن تحسب انهُ تزوجها.. ولما قربَ منهُ ذالك الشاب الذي أدخلهُ واستضافهُ تذكر تماما ما كانَ قد جرى معهُ.. وبان من المحتمل أن يكون في سن هذا الشاب فأخبرَ بأسلوبهِ الشيق الشاب عن بعضِ قصتهِ فطأطئ الشاب رأسهُ وقال يا لاه من مصادفة نعم حتى أنا مررتُ بشيء من هذا وقد أخبرتني أمي المربية وهي التي كانت معي في الملجأ وأخذها الذي تبناني لكي تقوم برعايتي نعم أخبرتني بأن أمك أنجبتك أمام الملجأ لأنها كانت شديدة الفقر لا تملك مالاً لتنجب في المشفى فماتت من النزيف ولاكن تركت ورقة عليها ياسرُ أبنُ رجل في مشفى الأمراض العقلية أسمهُ يحيى وحينها صعق الشيخ يحيا وقال الله أكبر ويجمعُ بين الشتيتن حتى يقولا لاتلاقيا إنك أبني أيها الفتى أبني وضمهُ وهو يبكي يبكِ كبكاء السماء في ذالكَ الشتاء وقال الفتى من أنت أيها الشيخ كيف من أنت هل أنت أبي كيف... فأخبرهُ بكامل القصة وكذالك أخبرَ ياسر بأنهُ أخبرتهُ أمهُ المربية عن قصة من تبناه فعرف كليهما الأخر.. وضمَّا بعضهم وتعانقا عناق الأحبة الذين طال بهم الزمن وجمعهم الله تعالى بعدَ البين.. نعم رد الله تعالى على هذا الشيخ مالهُ وأخلفَ لهُ ابناً أفضلَ من أبنهِ وجعل الله سبحانهُ أبنهُ الأول العاق سباباً في هذا الأمر العجيب وعاشَ مع بعضهم وساعدا الفقراء بتلك الأموال وقالَ الشيخ يحيى لأبنهِ ياسرُ ناصحاً لهُ في أبيات.. يا ياسرُ يا بني إني إليكَ مُعلماً ومرشدَ إنَّ المالَ وديعتاً وغداً عند الله اللقاء فلا تغرنك الدنيا وتقلبَ أهلها وأعمل من اجلِ دارٍ ما فيها فناء دارُ خيرٍ جاركَ حبيبُ الله المصطفى ومعهُ
فارس الاحلام أعضاء التميز
عدد المساهمات : 681تاريخ الميلاد : 28/12/1992 تاريخ التسجيل : 11/06/2010العمر : 31
موضوع: رد: الشيخ والفتى..رحلة من عجائب الدهر..بقلمي المتواضع.. الخميس أكتوبر 21, 2010 8:19 pm
شكرااااااااا
الشيخ والفتى..رحلة من عجائب الدهر..بقلمي المتواضع..
