تلوث الهواء بالرصاص
اصبح مؤخرا استعمال البنزين المحتوي على الرصاص والذي يعتبر مصدر 90%
من تلوث الهواء في المدن ويعرض صحة 1.7 ليار من سكان المدن ولاسيما في
الدول النامية الى الخطر . وقد حذرت دراسة البنك الدولي عام 1996 من أن
الاطفال هم اول الضحايا لهذا التلوث لأن جهازهم التنفسي اسهل امتصاصا
للمعادن الثقيلة وتوقعت الدراسة تعرض ما بين 15 الى 18 مليون طفل
لاضطرابات في المخ بسبب امتصاص الرصاص .
كذلك اشارت الدراسة الى ان اكثر المن تلوثا بالرصاص هي الجزائر و
القاهرة والكاب وهونج كونج وجدة وجاكارتا وكراتشي ولاغوس ونيروبي .. وان
800 رضيع يموتون سنويا في القاهرة نتيجة تسمم اجسام امهاتهم بالرصاص ..
كما ان الرصاص يعتبر السبب في اصابة ما بين 200-500 ألف نسمة من سكان
بانكوك بارتفاع الضغط الدموي مؤديا الى وفاة 400 شخص سنويا .
والرصاص مادة سامة لها خاصية التراكم في الجسم وتؤثر بصورة سيئة على
عدد كبير من اجهزة لجسم و وظائفه الحيوية الهامة والاطفال اشد حساسية لهذه
السمية من الكبار. وتتوقف درجة الاضرار على مستوى الرصاص في الدم وعلى طول
فترة تعرض الجسم له . فعند المستويات المنخفضة والمتوسطة (اقل من 0.4
مجم/لتر) يؤدي الرصاص الى التسمم الذي قد لايكون مصحوبا باعراض اكلينيكية
ظاهرة ولكنه يحدث اضرارا بالجسم على مستوى الخلية وعلى عدد من الانزيمات
الهامة .وعند تجاوز مستوى الرصاص في الدم لحدود 0.4-0.6 مجم/لتر تبدأ
الاعراض الاكلينيكية في الظهور . وتزداد حدة بعد تجاوز 0.7 مجم/لتر حيث
تعكس هذه الاعراض اصابة العديد من الاعضاء والاجهزة والوظائف الهامة
بالتسمم وفي مقدمتها عمليات تكوين الدم والجهاز العصبي والكل. ومن اكثر
الاعراض ظهورا عند هذه المستويات المرتفعة الانيميا والعصبية والمغص
والقيء والتي تتطور الى تخبط في الحركة وتشنج وغيبوبة وتنتهي بالموت .
وتؤكد الدراسات الحديثة ان عددا من الاضرار الخطرة تحدث في الاطفال بدون
اعراض ظاهرة عند مستويات تقل كثيرا عما كان يعتقد في الماضي انها مستويات
مأمونة . ومناكثر ما يثير القلق من هذه الاضرار تلك التي تصيب الجهاز
العصبي وتؤدي الى اعاقة التطور العقلي والى انخفاض مستوى الذكاء وقد وجد
ان هذه الاعراض تحدث عند مستويات منخفضة للرصاص في الدم تقترب من 0.1
مجم/لتر وقد تحدث عند اقل من هذا المستوى عند بعض الاطفال .
ونتيجة لتزايد اعداد السيارات في العالم شأنه شأن عدد السكان بصورة غير
منتظمة السبب في بلوغ الوضع مرحلة شديدة الخطورة . و أوضحت الدراسة أنه في
عام 1991 كان هناك 518 مليون سيارة في العالم ستزداد الى 816 مليون عام
2011 خاصة فياوربا الشرقية والوسطى والدول النامية . ونتيجة لهذا الكم
الهائل من السيارات ، فقد طلب البنك الدولي من السلطات الحد من استخدام
البنزين المحتوي على الرصاص . وقد بدأت عدة دول مثل النمسا والبرازيل
وكندا واليابان والسويد والولايات المتحدة في ذلك . وتفيد الدراسات ان
كلفة مثل هذا الاجراء ليست مرتفعة بل انها مجزية اقتصاديا حيث ان ما توفره
الدولة من المبالغ التي تنفقها في القطاع الصحي لمعالجة التلوث الناجم عن
البنزين المحتوي عى الرصاص يبلغ عشر اضعاف المبلغ الذي ستنفقه على تحويل
محطات لإنتاج البنزين الخالي من الرصاص ، فعلى سبيل المثال توفير الولايات
المتحدة عشر دولارات مقابل كل دولار تنفقه في تحويل البنزين الى خالي من
الرصاص نتيجة نفقات الرعاية الصحية وكذلك نفقات الاصلاحات الميكانيكية
للسيارات ، حيث اشارت الدراسات والبحوث الى ان استخدام البنزين الخالي من
الرصاص يطيل من عمر المحركات بنسبة تصل الى 150% احيانا .
وترى دراسة البنك الدوليان تعديل المصافي الحديثة كي تنتج البنزين
الخالي من الرصاص امر بسيط فنيا لا يتطلب استثمارات ضخمة .. وتقدر تكلفة
تكرير البنزين من الرصاص بحوالي 0.02 دولار للتر الواحد . وقد اوصلت
الدراسة الحكومات الى تشجيع الانتقال الى هذا النوع من الوقود ببيعه
باسعار مخفضة لمحطات البنزين وبتوعية اصحاب السيارات انهم ليسو بحاجة كما
يعتقدون بتزويد سياراتهم بجهاز خاص كي تسير بالبنزين الخالي من الرصاص .