اخواني اخواتي رواد المنتدى
منتدى الشعر الفصيح
نطلّ عليكم اليوم مع
عبد الله البردوني
عبد الله صالح حسن الشحف البردوني شاعر يمني وناقد أدبي ومؤرخ وُلد في 1929، وتُوفي في 30 أغسطس 1999. فقد البردوني بصره وهو في السادسة من عمره إثر إصابته بالجدري. ولد عام 1348 هـ 1929 م في قرية البردون (اليمن) أصيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها. وعمل أيضا مسؤولا عن البرامج في الإذاعة اليمنية.
و الان نلتقي معه في قصيدته الرائعة
حيث التقينا
ها هنا كـان يناجينـا الغـرام
و يناجي المستهـام المستهـام
هـا هنـا رفّ بقلبينـا الصبـا
و تبنّانـا التصافـي و الوئـام
عقـد الحـبّ فؤادينـا كـمـا
يعقد الهدب إلى الهدب المنـام
فتلاقينـا بأحـضـان الصّـفـا
و الصّبا خمر و ثغر الحبّ جام
و تجاذبنـا أحاديـث الـهـوى
و سهرنـا و لياليـنـا نـيـام
و تمنّينـا الأغانـي و اللّـقـا
في شفاه الكأس لحـن و مـدام
و الصبابات الظوامـي حولنـا
تشرب اللّحـن فيهتـاج الأورام
ها هنا غنّى الهوى الطفل لنـا
و طواه ها هنـا عنّـا الفطـام
و انقضى صفو التلاقـي و ذوت
في صبا الحبّ أمانيه الجسـام
و انتهى العهد كأنّ لم يبتـديء
أو تلاقى البدء فيـه و الختـام
وانطفـا فجـر أمانينـا و لـم
ينطف الشوق و لم يخب الضرام
بدت اللّقيـا وولّـت هـا هنـا
فعلينا و علـى اللّقيـا السـلام
ضمّنا هـذا المقـام المشتهـي
ثمّ أقصاني و أقصـاك المقـام
فهنا يا أخـت ناغينـا الهـوى
و هنا ولّـى و غطّـاه القتـام
واختفى الأنس و ذكـراه علـى
مسرح العمر شعـاع و ظـلام
و من الحـبّ ابتهـاج و أسـى
و من الذكرى دموع و ابتسـام
كلّنـا يهـوى الهنـا لكنّـنـا
كلّما رمنا الهنا غـاب المـرام
ها أنا حيـث التقينـا و علـى
خاطري من صور الأمس ازدحام
أسأل الذكرى عن الحبّ و هـل
للهنا في شرعـة الحـبّ دوام
ها أنا في منزل اللّقيـا و فـي
جوّه من عهدنا الفانـي حطـام
أسأل الصمت على الجدران هل
للهوى عهـد لديـه أو ذمــام
و يكاد الصمـت يـروي حبّنـا
قصّة لو طاوع الصمت الكـلام
مع تحية محبوب 66
نادي الرومانسية